تتوالى النكبات على الطوارق من سكان إقليم أزواد (شمال مالي ) عاما بعد عام: حروب وأعمال عنف وسلب ونهب.. جماعات مسلحة، وعصابات تهريب، وشتات في مخيمات اللجوء .. مآس وآلام لا تخفف من وقعها التدخلات الأجنبية، ولا تسهم في حلحلتها اتفاقيات السلام والوساطات الإقليمية المتتالية. لكن كل هذه الأحزان تخفت حد التلاشي، وتغيب وإن للحظة من خارطة مشاعر وأحاسيس سكان مخيم امبرة (شرق موريتانيا ) حين يداعب محمد آغ إبدا أوتار "التهرضنت" آلة العزف التقليدية لدى الطوارق، وينشد سالى آغ على إيقاعها مقاطع من ملحمة "انجورو" الطارقية. تفتح هذه الملحمة نافذة على زمن سحيق كان الطوارق فيه مسيطرين على مسالك التجارة في المنطقة وحراسا لدروب الصحراء دون منازع. "إنها حكاية باقية عن قوة قبائلنا، وشكيمتهم وبسالتهم في الحروب.. ودليل على سلوك الرجل الطارقي الشهم الأمين الذي لا يَظلم ولا يقبل الظلم" يقول آغ وتنفت وهو يتمايل من الشوق والطرب. ولى ذلك الزمن البعيد الذي أنشد فيه فنانو الطوارق هذه الملحمة التاريخية تخليدا لتصدي طبقة المحاربين الطوارق أو "إيماجغن" لتحالف واسع من
تعليقات
إرسال تعليق